رحلة نستكشف فيها طريق هجرة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة الى المدينة المنورة
سيناريو حلقات هجرة غيرت التاريخ الثلاث حلقات :
مقدمة :
أحب مكة حيث ولد فيها وعاش فيها معظم حياته .غادرها مرتين فى صباه مع أمة أمنة بنت وهب لزيارة اخواله بالمدينة والثانية مع عمة أبى طالب الى الشام ثم كانت المرة الثالثة لما كان يتولى تجارة خديجة بنت خويلد…كان كل أهل مكة يحبونه ويلقبونه بالصادق الأمين لكنهم أداروا له ظهرهم لما أخبرهم أنه نبي الله ……….في البداية ساوموه بالمال والجاه لكنه أبى وقال إني رسول الله إليكم ..
ثلاثة عشر عاما وهو يدعوهم الى الإسلام وثلاثة عشر عاما وهم يناصبونه العداء ….. خرج من مكة مهاجرا بدينه وأصحابه الى المدينة في رحله محفوفة بالمخاوف والمفاجئات اذ رصدت قريش لمن يحضره حيا أو ميتا 100 ناقة……… من هنا تبدأ الحكاية
كلمة الدكتور : السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة انا خالد ابو الخير وساصحبكم فى رحلة نستكشف فيها طريق هجرة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة الى المدينة المنورة استغرق عمل هذا الفيلم عامين كاملين واحتجنا لتوثيق الطريق استخدام طائرة هليكوبتر ولأول مرة لان الطريق يمتد لمسافة 450 كيلو متر قمنا بذلك بالتعاون مع الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية
الحلقة الأولى
أنا محمد بن عبد الله رسول الله إليكم لأخرجكم من عبادة الأوثان الى عبادة الله الذي خلقكم وخلق لكم هذا الكون . هذا كل ما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش . آمن معه قليل من رجال قريش ونسائها لكن أكثر المؤمنين كان من الضعفاء والعبيد … كانت قريش ترى أن هذا الدين برغم توافقه مع دين إبراهيم عليه السلام وتعظيمه لمكة ولبيتها العتيق الا انه مصدر خطر اقتصادي وسياسي عليهم فالدين الجديد يساوي بين الناس رجالا ونساء أحرارا وعبيدا… كلهم في ميزان الإسلام سواسية في الحقوق والواجبات إذن كيف تتنازل قريش عن مكانتها التي وضعتها لنفسها وأقرها عليها العرب قاطبة. آمنوا أنه يأتي بكلام ليس بالشعر ولا النثر وأنه باللغة العربية التي يتقنونها لكنهم لم يستطيعوا أن يقولوا مثله عندما تحداهم في أن يأتوا بعشر سور مثله أو سورة واحدة أو حتى آية واحدة. ضيف : فهجرات الانبياء عليهم الصلوات والسلام كانت بسبب التضيق عليهم فى ديانتهم فهجرة النبى صلى الله عليه وسلم لما ضيق عليه قريش وحاصروه وفعلا هو جاء ليغير ضيف : لان الاصنام هذه كانت تمثل الاساس العقائدى للمجتمع الجاهلى فنقد الاصنام كان عبارة عن فأس يقودهم وراوا فيه خطرا لان حياتهم كانت قائمة على الموارد التى كانت تاتيهم من وراء هذه الاصنام أخذ الإحباط يتسلل الى قلوبهم فالعرب بدأت تسمع في مواسم الحج عن هذا النبي القرشي الذي يدعو إلى وحدانية الله في حين أن قريش والعرب معها يعبدون 360 صنما داخل الكعبة وحولها. بسم الله الرحمن الرحيم ….اقرا باسم ربك الذى خلق ..خلق الانسان من علق وغادر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في رجب من السنة الخامسة للبعثة، وكانوا عشرة رجال، وأربع نسوة، وقيل: خمس نساء، وحاولت قريش أن تدركهم لتردهم إلى مكة, وخرجوا في أثرهم حتى وصلوا البحر، ولكن المسلمين كانوا قد أبحروا متوجهين إلى الحبشة. ففيها النجاشي ملك وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ملك عادل لا يظلم الناس عنده… لكن قريش لحقتهم وحاولت تشويه سمعتهم بل حتى استثاروا حميه النجاشي المسيحية ليدعوا أن محمدا ينتقص من مريم وابنها عيسى عليهما السلام وكاد النجاشي أن يرسلهم مع رسل قريش مقيدين بالأصفاد إلا أن جعفر بن أبي طالب قرأ للنجاشي صدر سورة مريم من القرآن الكريم ووضح قيمة مريم ونبي الله عيسى عند نبي الله محمد عليهم السلام فرحب النجاشي بالمهاجرين المسلمين وجعلهم في ضيافته وحمايته وعادت رسل قريش إلى قومهم محبطين مقطع من مسلسل (ورب الكعبة انها لمصيبة لهذا اتيت اليكم سنرحل الان أجل نرحل ) وحدث تغير كبير على حياة المسلمين في مكة بعثت في المسلمين الأمل في إمكان نشر الدعوة في مكة، حيث أسلم في تلك الفترة حمزة بن عبد المطلب, عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عصبية لابن أخيه, ثم شرح الله صدره للإسلام، فثبت عليه, وكان حمزة أعز فتيان قريش وأشدهم شكيمة، فلما دخل الإسلام عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع وأن عمه سيمنعه ويحميه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه. وبعد إسلام حمزة أسلم عمر بن الخطاب ، وكان عمر ذا شكيمة لا يرام، فلما أسلم استقوا به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة. وكان إسلام الرجلين بعد خروج المسلمين إلى الحبشة، فكان إسلامُهما عزةً للمسلمين وقهرًا للمشركين وتشجيعًا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المجاهرة بعقيدتهم. مسلسل (هيا ردها لى ان استطعت ….. يا اهل مكة يا اهل مكة اعلن امامكم أنى على دين محمد ومن اراد منكم قتالى فالياتى ) ورجع المهاجرون من الحبشة إلى مكة بسبب ما علموا من إسلام حمزة وعمر, واعتقادهم أن إسلام هذين الصحابيين الجليلين سيعتز به المسلمون وتقوى شوكتهم. اجتمع قادة قريش كثيرا في دار الندوة وفي منتدياتهم حول الكعبة تدارسوا وتآمروا واتخذوا قرارات كثيرة ….. بدؤها بحملة إعلامية لتشويه صورت النبى محمد صلى الله عليه وسلم أمام كل قادم لمكة. اتفقوا أن يقولوا عنه انه مجنون , ساحر, كاهن احذروا منه يفرق بين المرء وزوجه وبين المرء وأمه وأبيه … بدأت الحملة الإعلامية تؤتي بعضا من ثمارها حتى وصل الأمر أن يضع بعض زوار مكة القطن في آذانهم خوفا من أن يستمعوا اليه. .. لكن هذه الحملة أيضا لم تفلح فقد رفع بعض الزائرين القطن من آذانهم وفتحوا عقولهم لكلامه فقبلته قلوبهم وآمنوا به.. ضيف (فى مكة كان هناك دعوة للاسلام صحيح انها كانت متهضة ولكنها كانت قائمة لم يكن هناك مشروعا سياسيا الا بالاستتبعات اهل رأوا فيه ملامح مشروع سياسى لتغير الطبقات وتغير الاوضاع على الرغم ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يدعوهم لذلك فدعوته لم تكن سياسية بالمعنى المباشر حملة أخرى تصاغ في دار الندوة …المقاطعة الاقتصادية لجميع بني هاشم مسلمهم وحتى من هم على دين قريش وأولهم زعيم بني هاشم أبو طالب الذي جمع بني هاشم عندما جاءته قريش وعرضوا عليه أمرا غريبا يدل على مدي إحباطهم مقطع من المسلسل (يا ابا طالب اعطيك عمارة ابنى وهو من خيرة شباب قريش وانبلهم واوسمهم خذه ابنا لك سوف يساعدك ويكون تحت امرتك كابنا من ابنائك ….. مقابل ماذا ؟فى المقابل تعطينا ابن اخيك محمدا الذى انقلب على دينك و دين ابائك وسبب انشقاقا فى قريش كلها وسوف نقتله أليس هذا عدلا ؟رجل مقابل رجل فماذا قلت يا ابا طالب ؟لا أظن ان هذا عدلا على الاطلاق….ولما؟ انكم تريدون ان تعطيونى ابنكم أطعمه واربيه وأعطيكم محمدا لتقتلوه؟؟؟ قسما ان هذا لا يتم من هنا ربط أبو طالب مصير بني هاشم بمصير محمد بن عبد الله كتبت قريش معاهدة المقاطعة الاقتصادية لبني هاشم وعلقتها داخل الكعبة فحوصر بنو هاشم وجاعوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه في شعب أبو طالب . واستمر الحصار ثلاث سنوات. وقطعوا عنهم الأسواق، فلا يتركوا طعاما يقدم من مكة ولا بيعًا إلا بادروهم إليه فاشتروه، يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ضيف ( كان المجتمع الجاهلى فى ذلك الوقت تتحكم فيه نخبة من الفاسدين عقائديا واخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا فوقت امام الاصلاح فاراد النبى صلى الله عليه وسلم ان يخترق جدار الفساد سواء كان من الناحية الفكرية والعقائدية والاجتماعية فوقفوا امامه وحاصروه فى الشعب حصار ليس عادلا ثلاث سنوات حاصروا النبى صلى الله عليه وسلم) واشتد الحصار على الصحابة, وبني هاشم, وبني المطلب, حتى اضطروا إلى أكل ورق الشجرحتى ان قريش لتسمع صوت الصبية يتضورون جوعا من وراء الشِّعب وضرب أبو طالب مثلا في الحمية لأبن أخيه فكان إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى فراشه, حتى يراه من أراد به مكرًا أو غائلة، فإذا نام الناس أخذ أحد بنيه أو إخواته أو بني عمه, فاضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأمر رسول الله أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها. وخلال الحصار أمر رسول الله بعض المسلمين والمسلمات أن يهاجروا إلى الحبشة الهجرة الثانية وهاجر معهم كثيرون وصل عددهم ثلاثة وثمانون رجلاً فيهم ثماني عشرة امرأة وذلك عدا أبنائهم الذين خرجوا معهم صغارًا. فلما كان رأس ثلاث سنين من الحصار في شعب أبي طالب ، قيض الله لنقض الصحيفة أناسًا من أشراف قريش، وكان الذي تولى هذا الانقلاب الداخلي لنقض الصحيفة هشام بن عمرو الهاشمي، فقصد زهير بن أبي أمية المخزومي، وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب, فقال له: يا زهير، أقد رضيت أن تأكل الطعام، وتلبس الثياب وتنكح النساء، وأخوالك حيث قد علمت؟ لا يبتاعون، ولا يبتاع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم، أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام، ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم, ما أجابك إليه أبدًا. ثم اجتمع معهما المطعم بن عدي وأبي البختري بن هشام وزمعة بن الأسود و تواعدوا خطم الحجون ليلاً بأعلى مكة، فاجتمعوا هناك، وأجمعوا أمرهم، وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها، وقال زهير: أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم، فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة، فطاف بالبيت سبعًا، ثم أقبل على الناس فقال: أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى لا يبتاعون، ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة، فقال أبو جهل، وكان في ناحية المسجد: كذبت والله لا تشق، فقال زمعة ابن الأسود: أنت والله أكذب ما رضينا كتابتها حين كُتبت، فقال أبو البختري: صدق زمعة لا نرضى ما كُتبت فيها، ولا نقر به، فقال المطعم بن عدي: صدقتما، وكذب من قال غير ذلك، نبرأ الى الله منها ومما كتب فيها، وقال هشام بن عمرو نحوًا من ذلك؟ فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، تُشووِر فيه في غير هذا المكان، وأبو طالب جالس في ناحية المسجد لا يتكلم. وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها، فوجد الأرضة أي العته قد أكلتها إلا كلمه (باسمك اللهم)فقال المطعم بن عدي وهشام بن عمرو: نحن براء من هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالمة، ولن نمالئ أحدًا في فساد أنفسنا وأشرافنا، وتتابع على ذلك ناس من أشراف قريش فخرج بذلك بنو هاشم والمسلمون معهم من الشِّعب.. ثم كانت وفاة أبي طالب بعد مغادرة بني هاشم شعبه، وذلك في آخر السنة العاشرة من البعثة وكانت قريش تحترم أبو طالب وعندما حضرته الوفاة جاء زعماء قريش وحرضوه على الاستمساك بدينه وعدم الدخول في الإسلام قائلين: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام قائلاً: «قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة» فقال أبو طالب: لولا تعيرني بها قريش, يقولون: إنما حمله عليها الجزع، لأقررت بها عينك، فأنزل الله: ( إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [القصص: 56] ومات أبو طالب وماتت خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس العام وكان عام الحزن على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وضاق الخناق عليه في مكة فخرج إلى الطائف فردوه وكلفوا سفهائهم أن يرموه بالحجارة فعاد مثقلا حزينا من الطائف وأصبح كل همه الآن مواسم الحج والعمرة. وطلب النصرة من القبائل العربية فكان يطوف عليهم في مواسم الحج والعمرة ويقول من ينصرني لأبلغ رسالة ربي وأضمن له الجنة . وعرض صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل أيام الموسم، ودعاهم إلى الإسلام، وبدأ بكندة فدعاها إلى الإسلام, ثم أتى كلبًا ثم بني حنيفة ثم بني عامر،ثم غسان، وبنو فزارة، وبنو مرة، وبنو سليم، وبنو عبس، وبنو نصر، وثعلبة بن عكابة، وبنو الحارث بن كعب، وبنو عذرة وقيس بن الخطيم، وأبو اليسر أنس بن أبي رافع وجعل يقول لهم من رجل يحملني إلى قومه فيمنعني, حتى أبلغ رسالة ربي فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي؟ وعمه أبو لهب يتبعه ويقف وراءه ويقول للناس: لا تسمعوا منه فإنه كذاب. ولم يقتصر الأذى على ذلك بل واجه الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو أشد وأقسى وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبه، حتى اذا انتصف النهار، أقبلت ابنته زينب بِعُسٍّ من ماء فغسل وجهه ويديه، وقال: «يا بنية لا تخشي على أبيك غلبة ولا ذلة. تنوعت ردود فعل القبائل فمن معاند كقريش رفض السماع له ومن قبائل طالبت أن يكون ضمن عقد النصرة أن يكون لها الملك على العرب إذا انتصر محمد ودينه فكان هو الذي يرفض ويقول «الأمر لله يضعه حيث يشاء» . حتى وصل الى حجاج يثرب من أهل المدينة من الخزرج ففتح الله قلوبهم وعقولهم فأمنوا به لقد كانت البداية المثمرة كما ورد في الرواية مع وفد الخزرج في موسم الحج, عند عقبة منى، خالد هنا عند هذه العقبة كان اللقاء الأول بين رسول الله محمد مع الخزرج ومن المفارقات أن هذه هي نفس العقبة التي رجم فيها ابراهيم عليه السلام ابليس الذي كان يحاول منعة عن إطاعة الحلم الذي رأه في أن الله يأمرة أن يدبح ابنه وكان انتصار الإيمان لإبراهيم انه نفس المكان الذي سيشهد بداية الانتصار لدعوة النبي محمد علية السلام لدلك فلا عجب أن يصبح هذا المكان معلما لتأكيد الايمان في كل حج قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنتم؟». قالوا: نفر من الخزرج. قال: «أمن موالي يهود؟» قالوا: نعم. قال: «أفلا تجلسون أكلمكم؟» قالوا: بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن . فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم: تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقنكم إليه، فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا، وكانوا ستة نفر: وهم أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث من بني النجار، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله بن رئاب. فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودعوهم إلى الإسلام، حتى فشا بينهم فلم تبقَ دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم عادوا في السنة التالية وقد زاد عددهم وأحضروا معهم من أبناء عمومتهم من الأوس وقبل ذلك تيقنوا أنه نبي الله الذي كانت اليهود تخوفهم به فيقول قائل اليهود اننا نجد في كتبنا أن قرب زمان سيظهر فيه نبي نتبعه ونقتلكم عن بكرة أبيكم. لذا قال قائل المسلمين من الأوس والخزرج والله انه هو النبي الذي تحدثكم عنه يهود فاتبعوا انتم قبل أن يتبعوه. فآمنوا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ينصروه وسميت هذه البيعة بيعة العقبة الأولى. وقد تحدث عبادة بن الصامت الخزرجي عن البيعة في العقبة الأولى، فقال: «كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن تُفترض علينا الحرب فبايعنا على ألا نشرك بالله، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا, ولا نعصيه في معروف، فإن وفينا فلنا الجنة، وإن غشينا من ذلك شيئًا فأمرنا إلى الله عز وجل, إن شاء غفر وإن شاء عذب». وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم مع المبايعين مصعب بن عمير, يعلمهم الدين ويقرئهم القرآن فكان يسمى بالمدينة (المقرئ)، وكان يؤمهم في الصلاة، وقد اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علم بشخصيته من جهة، وعلم بالوضع القائم في المدينة من جهة أخرى، حيث كان رضي الله عنه بجانب حفظه لما نزل من القرآن، يملك من اللباقة والهدوء، وحسن الخلق والحكمة، قدرًا كبيرًا، فضلاً عن قوة إيمانه, وشدة حماسه للدين، ولذلك تمكن خلال أشهر أن ينشر الإسلام في سائر بيوت المدينة، وأن يكسب للإسلام أنصارًا من كبار زعمائها, كسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير، وقد أسلم بإسلامهما خلق كثير من قومهم. ولقد نجحت سفارة مصعب بن عمير رضي الله عنه في شرح تعاليم الدين الجديد، وتعليم القرآن الكريم وتفسيره, وتقوية الروابط الأخوية بين أفراد قبائل الأوس والخزرج المؤمنة من ناحية، وبين النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه بمكة المكرمة لإيجاد القاعدة الأمينة لانطلاق الدعوة في المدينة. خالد عندها جاءوا في الحج يطلبون من رسول الله أن يهاجر اليهم هنا في هذا المسجد تمت بيعة العقبة الثانية كان موضع هذا المسجد مخفيا في شعب بين جبال منى ولم يخرج المسجد الى الأعين إلا بعد نسف الجبال التي إمامة بهدف توسعة الجمرات عام 2009 كما تشاهدون هذا المكان شهد المعاهدة الكبرى لبناء الأمة الإسلامية هنا في هذا المكان قدم الأنصار من المدينة أرواحهم فداء لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه وهنا شاركت المرأة من اليوم الأول في بيعة الدفاع عن رسول الله الا يستحق هذا المكان أن يحافظ عليه ليبقى للأجيال يذكر ببداية الحكاية حكاية هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاهو جابر بن عبد الله الأنصاري يروي لنا بداية الحكاية قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: في حديث طويل عن تدارس الأنصار وضع رسول الله في مكة [.. فقلنا، حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه في الموسم أي الحج، ويكمل الصحابي كعب بن مالك الأنصاري، وهو أحد المبايعين في العقبة الثانية، تفاصيل ما حدث فقال: «خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا.. ثم خرجنا إلى الحج، وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق… وكنا نكتم من معنا من المشركين أمرنا، فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله، نتسلل تسلل القطا مستخفين، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً ومعنا امرأتان من نسائنا، نُسيبة بنت كعب، وأسماء بنت عمرو، فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه, إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه, ويتوثق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبد المطلب: فبين أن الرسول في منعة من قومه بني هاشم، ولكنه يريد الهجرة إلى المدينة؛ ولذلك فإن العباس يريد التأكد من حماية الأنصار له وإلا فليدعوه فطلب الأنصار أن يتكلم رسول الله، فيأخذ لنفسه ولربه ما يحب من الشروط. قال: «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم» فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحرب، وأهل الحلقة، ورثناها كابرًا عن كابر، فقاطعه أبو الهيثم بن التيهان متسائلا: يا رسول الله، إن بيننا وبين القوم حبالاً، وإنا قاطعوها (يعني اليهود) فهل عسيتم إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدَعنا؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم, وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم». ثم قال: «أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم بما فيهم». فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبًا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس. ضيف (هذا الاتفاق بيعة العقبة الاولى والثانية لم تكن مجرد بيعة على الاسلام البيعة الاولى كانت دفاع عن الاسلام التى سميت ببيعة النساء ولكن البيعة الثانية كانت بيعة على محاربة الابيض والاحمر ان هؤلاء القوم مستعدون ان يحموا دعوة الاسلام ورسول الاسلام ويحمون المشروع الاسلامى كما يحمون انفسهم وذريتهم ) من هنا بدأت الحكاية ……حكاية هجرة غيرت تاريخ الجزيرة العربية بل قل غيرت التاريخ الانساني كله : خالد والآن سنستقل طائرة الهيلوكبتر التابعة للجيش السعودي لنقف على بداية رحلة الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة هذه هي عرفات ونحن الآن نحلق متجهين الى منى حيث لا تتوفر طائرات الهيلوكبتر الا في مواسم الحج ومعنا اليوم ساعة من الطيران نحلق فيها لذلك سنستغل هذه الرحلة في التعرف على جميع المعالم الموجودة في مكة والتي كان لها ارتباط بهجرة رسول اله صلى الله عليه وسلم وسنبدأ الرحلة من عرفات لأن القاعدة الجوية تقع قرب عرفات طلبنا من الكابتن أن نبدأ الرحلة من مكة لنعرفكم على تضاريس مكة الجبلية الصعبة وكيف غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة متوجها مع أبو بكر الى جبل ثور حيث الغار الذي اختبئا فيه ثلاث ليال نحن الآن فوق عرفات ونتجه إلى مزدلفة وهنا في نهاية مزدلفة وادي محسر وهو الوادي الذي وقعت فيه حادثة رجم جيش ابرهة الذي قدم لهدم الكعبة من اليمن في نفس العام الذي ولد فيه رسول الله علية السلام نحن الآن نطير فوق منى وهذه الغابة من الخيام هي التي يقيم فيها الحجاج ايام التشريق في الحج وكما تلاحظون فهذه التي نطير بجوارها هي منشأة الجمرات وفيها جمرة العقبة ويظهر بعدها مسجد البيعة حيث بايع في موضعه الأنصار رسول الله بيعة العقبة والآن نحن نطير إلى جوار جبل النور وطلبنا من الكابتن أن نحوم حول الجبل لنريكم غار حراء حيث تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي لأول مرة انظروا الى الحجاج يتسلقون الجبل رغبة في التبرك بالمكان الذي كان يتعبد فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام وليشاهدوا الكعبة المشرفة مباشرة من غار حراء الآن نتجة باتجاه المسجد الحرام كما تلاحظون أعداد الطائفين قليلة لأن الحجاج في المشاعر وهذا هو بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اقيم مكانه مكتبة مكة المكرمة للحفاظ على موقعه ويقع فى نهاية الساحة المجاورة للمروة بعد أن تمت بيعة السبعين من الأنصار, وهي بيعة العقبة الكبرى كانت ثاني بيعات الأنصار, التي نقلت الدعوة الإسلامية من مضايق الحياة إلى واسع آفاقها , طابت نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد جعل الله له منعة أهل حرب، ونجدة، ولكن جعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين, كلما أعلنوا عن رغبتهم في الخروج, فضيقوا على أصحابه وأتعبوهم، ونال الصحابة منهم مالم يكونوا ينالون من الشتم والأذى فيما مضى فشكوا للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال لهم ( قد أريت دار هجرتكم سبخة ) ثم مكث أياما ، ثم خرج مسرورا فقال : ( قد أخبرت بدار هجرتكم, وهي يثرب ، فمن أراد منكم أن يخرج فليخرج إليها ) فجعلوا يتجهزون ويترافقون, و يتواسون، ويخرجون، ويخفون ذلك , فخرجوا أرسالآ، وفرادى مسلسل (ساجعل هذا الصوت ياكل من لحمك؟ أحد أحد ) شعرت قريش بالخطر من هجرته اذا هاجر من مكة فاجتمع في دار الندوة اربعة عشر رجلا من كبار قريش ليروا ما يصنعون في أمر رسول الله فقد روى عبد الله ابن عباس رضي الله عنه قال : لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله غدوا في اليوم الذي اتعدوا له , وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل عليه بتٌ له فوقف على باب الدار , فلما رأوه واقفا على بابها قالوا : من الشيخ ؟ قال شيخ من أهل نجد , سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون , عسى أن لا يُعدمكم منه رأيا ونصحا. قالوا أجل فادخل .فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش : عتبه وشيبة وأبو سفيان وطعيمة ابن عدي , وجبير بن مطعم والحارث بن عامر بن نوفل والنضر بن الحارث وهو أبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود وحكيم بن حزام وأبو جهل ابن هشام ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وأمية ابن خلف ومن كان منهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش ودار النقاش في دار الندوة طويلا عما يفعلوا برسول الله فقالوا ان هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم , وإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد تبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رأيا. فتشاورا فقال أبو الأسود نخرجه من بين أظهرنا وننفيه من بلادنا ولا نبالي أين ذهب ولا حيث وقع فقد أصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت. فال ابليس متلبسا بشيخ نجدي : لا والله ماهذا لكم برأي , ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه , وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ؟ والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب , ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في بلادكم , ثم يفعل بكم ما أراد دبروا فيه رأيا غير هذا. قال أبو البختري : احبسوه في الحديد , وأغلقوا عليه بابا , ثم تربصوا به ما أصاب الشعراء الذين كانوا قبله ومن مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه ما أصابهم. قال الشيخ النجدي : لا والله ماهذا لكم برأي , والله لأن حبستموه ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه , فأوشكوا أن يثبوا عليكم فينزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم به , حتى يغلبوكم على أمركم . ماهذا لكم برأي فانظروا غيره. قال أبو جهل : والله ان لي فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد , قالوا وماهو يا أبا الحكم ؟ قال أرى أن نأخذ من كل قبيله فتا شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا , ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما , ثم يعمدوا اليه , فيضربوه بها ضربه رجل واحد , فيقتلوه فنستريح منه , فإنهم اذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا , فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا , فرضوا منا بالعقل , فعقلنا لهم. قال الشيخ النجدي : القول ما قال الرجل , هذا الرأي الذي لا أرى غيره فتفرق القوم وقد أجمعوا على رأي أبو جهل . خالد هنا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ويقع فى ساحة الحرم من جهة المروة وكان محافظا عليه ببناء مدرسة لتريس القران الكريم وقد قام الدكتور سامى عن قاوى عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج بدراسة مفصلة مع فريق علمى من المعهد عن موقع المنزل عام 1990 وهو البيت الذي بات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة في هذا المكان كما يروي المؤرخون وهنا بدأت ساعة الصفر لهجرة النبي عليه الصلاة والسلام ففي تلك الليلة قررت قريش قتل رسول الله هذه الليلة صراع بين تقدير قريش وخطتها وبين قدر الله وتخطيطه ذكر ابن اسحاق أن جبريل أتى رسول الله فقال لاتبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. وفي عتمة الليل اجتمعوا على بيت النبي ووقفوا على بابه يرصدونه متى نام فيثبون عليه وفي هذه الأثناء كان رسول الله داخل البيت مع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وقال لعلي نم في فراشي , وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه, فإنه لن يخلص اليك شيء تكرهه منهم , وكان رسول الله ينام في برده ذلك اذا نام . ووقف أبو جهل يحفزهم فيقول في سخريه ان محمدا يزعم أنكم ان تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم , ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن , وان لم تفعلوا كان له فيكم ذبح , ثم بعثتم من بعد موتكم , ثم جعلت لكم نارا تحرقون بها. وخرج رسول الله فأخذ حفنة من التراب في يده ثم قال : نعم أنا أقول ذلك , أنت أحدهم. وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلوا هذه الآيات ( يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم ———- الى قوله ( وجعلنا من بين أيدهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون ) ولم يبق رجل منهم الا وقد وضع على رأسه ترابا. ثم انصرف الى حيث أراد فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال : ما تنتظرون هاهنا ؟ فقالوا محمدا . فقال خيبكم الله قد خرج عليكم محمد ثم ماترك منكم رجلا الا وقد وضع علي رأسه ترابا , وانطلق لحاجته , أفما ترون مابكم ؟ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد النبي فيقولون والله ان هذا لمحمد نائما عليه برده , فلم يبرحوا كذلك حتى اصبحوا , فقام علي عن الفراش فقالوا : والله لقد صدقنا الذي كان حدثنا. ويمكرون ويمكر الله …. مكر قريش وقد قامت بكل ما يعيق حركة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته قي مكة وخارجها حتى أنها أصدرت عليه حكم الإعدام وحانت ليلة تنفيذ الحكم ومكر الله الذي دعاهم محمد بن عبد الله لعبادته فيغلب مكر الله ويخرج من أمامهم فلا يرونه ويضع التراب على رؤوسهم وهم جامدين في الحلقة القادمة يخطط رسول الله لرحلة الهجرة الى المدينة وتضع قريش جائزتها الكبرى 100 ناقة لمن يحضر محمدا حيا أو ميتا الحلقة الثانية لم تعد مكة برغم رحابتها في استقبال كل العرب في مواسم الحج والعمرة قادرة على ابقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بين جنبيها فحقد قريش بلغ مداه ومات الذين كانوا يحمون رسول الله ويؤازرونه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع أصحابه بالهجرة قبله حماية لهم من قريش فقد كانت قريش تريده هو ولو هاجر محمد قبل أصحابه لقتلت قريش كل أتباعه أو استخدمتهم رهينة حتى يعود إليها فتأسره وتطلقهم بدأت الآن خطوات الإعداد لرحلة ستغير وجه التاريخ انها هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة بعد أن منيت قريش بالفشل في منع الصحابة رضي الله عنهم من الهجرة إلى المدينة، على الرغم من أساليبهم الشنيعة، فقد أدركت قريش خطورة الموقف، وخافوا على مصالحهم الاقتصادية، وكيانهم الاجتماعي القائم بين قبائل العرب لذا كان خوفها أكبر في أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روت عائشة أم المؤمنين قالت: كان لا يخطئ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة، وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة، والخروج من مكة من بين ظهري قومه، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة وهي منتصف النهار، في ساعة كان لا يأتي فيها، قالت: فلما رآه أبو بكر، قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الساعة إلا لأمر حدث. قالت: فلما دخل، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخرج عني من عندك» فقال: يا رسول الله إنما هما ابنتاي، وما ذاك، فداك أبي وأمي! فقال: «إنه قد أذن لي في الخروج والهجرة» قالت: فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله؟ ضيف (عبد الله بن اريقط كان رجلا مشركا وقاد النبى صلى الله عليه وسلم الى المدينة فى الهجرة وكان خبيرا فى الاسفار يعرف طرقا لا يهتدى اليها احد وكان وهو من بنى الديل ديلى و ليس خزاعى استخدمة الرسول وابو بكر بعد ان استامناه وصحبهما فى طريق الهجرة حتى اوصلهما الى المدينة وبعد ان رجع الى مكة قابل عبد الله ابن ابى بكر وطمئنة وبشرة بوصولهم الى المدينة يبقى انة رجل يحفظ الاسرار ويعرف طرق الاسفار وكان مؤتمنا ) غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته في ليلة 27 من شهر صفر سنة 13 هـ من النبوة . وأتى إلى دار رفيقة أبي بكر رضي الله عنه . ثم غادرا المنزل من باب خلفي ، ليخرجا من مكة على عجل وقبل أن يطلع الفجر . ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان قريشا ستجد في الطلب , وأن الطريق الذي ستتجه اليه الأنظار لأول وهلة هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا فقد سلك الطريق الذي يضاده تماما , وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمين . سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور وهذا جبل شامخ وعر الطريق صعب المرتقى ، ذو أحجار كثيرة فحفيت قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل , وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى غار في قمة الجبل , عرف في التاريخ بغار ثور . يقول أبو بكر وعندما انتهينا الى الغار قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مكانك يا رسول الله حتى استبرئ لك الغار ) فدخل فاستبرأه , ثم تذكر انه لم يستبرئ الجحر الذي فيه , فقال : (مكانك يا رسول الله حتى استبرئ) , فدخل فاستبرأ , ثم قال (انزل يا رسول الله ) فنزل الرسول الى الغار . ضيف (فكان الصديق يسترئ المكان قبل يدخل الحبيب صلى الله عليه وسلم وبعد ان نظف ابو بكر المكان وهيئة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سد ابو بكر الجحور الا جحرين لعدم وجود شئ فسد ابو بكر الحجرين برجلة وارتاح النبى صلى الله عليه وسلم على رجل ابى بكر ومن ثم نام النبى صلى الله عليه وسلم وجاء عقرب ولدغ رجل ابى بكر الصديق فبكى ابو بكر من شدة الالم فسقط دمعه على رسول الله فانتبه وسأله عن سبب ذلك فأخبرة فتفل النبى صلى الله عليه وسلم على رجله فسكن الالم وكانت معجزة من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم ) خالد والآن ننطلق الى جبل ثور حيث بدأت من هناك رحلة الهجرة هذا هو جبل ثور وفي أعلاه غار ثور الذي جلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم…..انظروا لقد خط الحجاج طريق للوصول الى الغار رغبة في الجلوس في نفس الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله وأبو بكر ويقع غارُ ثَور في الجهة الجنوبية الغربية من الجبل على ارتفاع (458) متراً من سطح الأرض. وهو تجويفٌ غيرُ منتظِم،ٍ أحدثَهُ تراكُمٌ قديمٌ لعدة صخورٍ ضَخْمَةٍ، يمتدُّ من الشرق إلى الغرب, ويبلغُ طولهُ (3.5) متراً، وأقصَى عرضِه نحواً من ذلك، وارتفاعه (1.25) متراً، وله فتحتانِ: فتحةٌ في الجهة الغربية ارتفاعها الحالي (70) سم, وعرضُها (85) سم، وهي التي دخل منها النبيُّ صلى الله عليه وسلم وصاحبُه، وفَتحةٌ أصغرُ منها في الجهة الشرقية، وربما تعرّضَتْ الفتحتانِ لبعض التغييراتِ عَبْر السنواتِ الطويلةِ الماضية، والطريقُ إلى الغار وَعِرٌ وشاقٌّ يَقتضي السيرُ فيه التفافاتٌ كثيرةٌ وتسلّقُ بعضِ الصخورِ العالية، ويروى أنه سمي بهذا الاسم لكونه يشبه في امتداده جسم الثور، كما أن ذروته الجنوبية تشبه وجه الثور. قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز، وصنعنا لهم سفرة في جراب، فقطمت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين، ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور فكمنافيه ثلاث ليالٍ يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام، شاب، ثقفيعي مايسمعة ، فيدلجأي يسير آخر الليل من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمر تكيده قريش لهما إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك، حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولي أبي بكر منحة من غنم فيبيتها حين تذهب ساعة من العشاء فيبتان وقد شربا من اللبن حتى يصيح بالغنم عامر بن فهيرة بغلسفي ظلمة الليل يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث وواعدا عبد الله بن اريقط غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، وانطلق معهما عامر به فهيرة، فأخذ بهم طريق السواحل». ضيف (عامر بن فهيرة شرفة الله سبحانة وتعالى بخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم بمرافقتة فى الهجرة فهو عامر بن فهيرة التميمى مولاه كان مولدا فى الاسد وكان اسودا وقد عذب على دينة فاشتراه ابو بكر رضى الله عنه واعتقه فاسلم وحسن اسلامه فاردفه ابو بكر خلفه فى الهجرة) ولم يعلم بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر. وساهمت أسماء بنت أبي بكر في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، وتحملت الأذى في سبيل الله؟ قالت: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر t أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ فقلت: لا أدري والله أين أبي؟ قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشاً خبيثاً فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي من أدني ثم انصرفوا…» وظلت أسماء مع أخواتها في مكة لا تشكو ضيقاً، ولا تظهر حاجة، حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأبا رافع مولاه، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم إلى مكة، فقدما عليه بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه، وسوده بنت زمعة زوجه، وأسامة بن زيد، وأمه بركة، المكناة بأم أيمن، وخرج معهما عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر فيهم عائشة وأسماء، فقدموا المدينة فأنزلهم في بيت حارثة بن النعمان. وأما علي بن أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يتخلف، حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع، التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه وأمانته .وأقام علي رضي الله عنه بمكة ثلاث ليال وأيامها يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس , حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله . ولم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركب الراحلة التي اعدها أبو بكر للهجرة حتى أخذها بثمنها من أبي بكر رضي الله عنه، واستقر الثمن ديناً بذمته ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خروجه بالحزورة في سوق مكة، وقال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت». ضيف (هذه الهجرة كانت فعلا بداية المشروع السياسى فى مكة كان المشروع دينيا فكانت المدينة بداية مشروع سياسى كامل كنظام حرب وسلام ونظام قضائى ونظام اقتصادى وغيره …) ركبت قريش في كل وجه يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم , ويجعلون لهم الجعل العظيم , و أتو على جبل ثور الذي فيه الغار , الذي فيه النبي , وطلعوا أعلاه , وسمع الرسول وأبو بكر أصواتهم , فأشفق أبو بكر واقبل عليه الهم والخوف والحزن , وقال (يا رسول الله لو ان احدهم نظر الى قدميه أبصرنا تحت قدميه) . فقال النبي (يا أبا بكر , ما ظنك باثنين الله ثالثهما) . وقامت قريش باقتفاء الأثر حتى إذا بلغوا الجبل جبل ثور اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسيج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسيج العنكبوت على بابه) تتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصلوا باب الغار وقبل وصوله الى الغار وجدوا اثار اقدام لقدم واحدة فاتوا بنفر من بنى مدلج وكانوا متخصصين فى تتبع الاثر فى الصحراء عندما قدم الاعرابى قال لهم انها اثار قدمين الاعلى لابن ابى قحافة اما الثانية فتشبة قدم صاحبكم عند الكعبة يقصد اثار قدم ابراهيم عليه السلام فى المقام وهذا الاعرابى صدق حديثا للنبى صلى الله عليه وسلم لان النبى صلى الله عليه وسلم قال انا اشبه ولد ابراهيم بابراهيم ) ومرت أيام الغار بسلام , إلا ما ذكر من ان حجرا أصاب يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدماه فقال : (هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت ) خالد لقد ورد وصف طريق الهجرة فى كتب المؤرخين ومن اشهر تلك المؤرخين الذين ذكروا تلك المواضع بالتفصيل او صعد تلك الجبال او نزل تلك الاودية ما ذكرم ابن اسحاق ) ذكر ابن إسحاق المتوفى سنة (152 ه), المواضع التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا طريق هجرته. قال :لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكة , ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل عسفان, ثم سلك بهما على أسفل أمج ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قديدا , ثم أجاز بهما من مكانة ذلك , فسلك بهما الخرار , ثم سلك يهما ثنية المرة , ثم سلك بهما لقفا , ثم أجاز بهما مدلجة لقف , ثم استبطن بهما مدلجة مجاح , ثم سلك بهما مرجح محاج , ثم تبطن بهما مرجح ذي الغضوين , ثم بطن ذي كشر , ثم أخذ بهما على الجداجد ثم على الاجراد ,ثم سلك بهما ذا سلم , من بطن أعداء مدلجة تعهن ,ثم على العبابيد ,ثم أجاز بهما الفاجة ,ثم هبط بهما العرج وعندما وصلوا العرج , احتاجوا للاستفسار عن الطريق , فدلهم أحد القاطنين على الطريق وبين لهم أن الطريق القريب عليه لصان من قبيلة أسلم , يقال لهما: (المهانان) ولم يبال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهما , وعندما لقيهما عرض عليهما الإسلام , فأسلما وسماهما ( المكرمان ) وطلب منهما القدوم عليه في المدينة . ، ثم سلك بهما ثنية الغائر –عن يمين ركوبه – حتى هبط بهما بطن رئم , ثم قدم بهما على قباء . ضيف يتحدث الانجليزية ضيف (كانت هجرة النبى صلى الله عليه وسلم نقطة هامة فى تاسيس الحضارة الاسلامية وتغير يثرب الى المدينة المنورة فى التغيرالى السلم والتسامح ) خالد نحن الأن نطير فوق وادي فاطمة وقد استخدمنا هذه الطائرة التابعة للهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية والتي سترافقنا طوال الأيام القادمة في استكشاف طريق الهجرة فقد قامت الهيئة من خلال باحثيها بتتبع الروايات التاريخية لمسار الهجرة النبوية من مكة الى المدينة بفريق علمي يرأسه د. زهير نواب رئيس الهيئة ومجموعة من الباحثين وقاموا بتنزيل مسار الطريق على خرائط ال GPS ومعنا اليوم مرشدنا الى الطريق وأحد الباحثين في هذا المشروع الجيولوجي جمال شوالي نحن الآن على المسار الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينما غادر رسول الله وصاحبه أبو بكر الصديق و خادم أبو بكر عامر بن فهيرة ودليلهم الماهر عبد الله بن اريقط الليثي غار ثور جنوب مكة المكرمة على بعد 5 كيلومتر من الحرم المكي الشريف اتجه بهم دليلهم نحو الجنوب مارا بما يعرف الان ببطحاء قريش ثم حي الكعكية بمحاذاة جبال مكة الغربية ثم اتخذ مساره في وادي الشميسي وسلك بهم السهل الواسع المؤدي الى وادي سرف ثم عبر بهم الحديبية على طريق جدة مكة القديم تاركا الحديبية على يساره ومارا بالقرب من وادي فاطمة وتزودوا بالمياه والسقيا لوجود عيون جاريه ومياه وأبار غزيرة المياه في ذلك الوقت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يردف أبا بكر معه على راحلته , وكان أبا بكر رجلا معروفا لتجارته وأسفاره فكان إذا سأل احد أبا بكر في الطريق عن الرسول يقول : هذا الرجل يهديني السبيل , فيحسب السائل انه يعني الطريق , وإنما كان يعني سبيل الخير . ثم وجه الركب النبوي سيره الى ثنية المرار وتسمى أيضاً فج الكريمي وتقع بين جبل مكسر وجبل ضافّ، وهما من الجبال المطلة على وادي فاطمة وهنا الحديث عن السير ليلا لتلافي الطلب من فرسان قريش وفرسان الجوائز الذين يريدون الحصول على ال 100 ناقة مقابل أسر أو قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم . روى البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة ، وخلا الطريق ، لا يمر فيه أحد ، فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليها الشمس ، فنزلنا عندها ، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكاناً بيدي ، ينام عليه وبسطت عليه فروة وقلت : نم يا رسول الله ، وأنا أنفض لك ما حولك ، فنام ، وخرجت أنفض ما حوله ، فإذا أنا براع بغنمه إلى الصخرة ، يريد منها مثل الذي أردنا ، فقلت له : لمن أنت يا غلام ؟ فقال : لرجل من أهل مكة . قلت : أفي غنمك لبن ؟ قال : نعم . قلت : أفتحلب ؟ قال : نعم . فأخذ شاة ، فقلت : انفض الضرع من التراب والشعر والقذى . فحلب في كعب كثبة من لبن ، ومعي إداوة حملتها للنبي صلى الله عليه وسلم ، يرتوي منها ، ما يشرب ويتوضأ ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فكرهت أن أوقظة ، فوافقته حين استيقظ ، فصببت من الماء على لبن حتى برد أسفله ، فقلت : اشرب يا رسول الله ، فشرب حتى رضيت ، ثم قال : ألم يأن الرحيل ؟ قلت : بلى ، قال : فارتحلنا. خالد وهنا حصل وجود الصخرة التي ذكر أبو بكر الصديق فبرزت لنا صخرة وهنا كانوا قد ساروا من بعد العشاء الى منتصف اليوم الثاني لعدم وجود جبال أو اشجار يخبتؤا خلفها. وبعد أن تحرك الركب النبوي من بين الجبلين العظيمين جبل مكسر من الشرق وجبل ضاف من الغرب وبينهما وادي يسمى فج الكريمي اتجه الركب صوب عسفان عن طريق وادي البيضاء. وصل الركب النبوي جاعلا عسفان على يمينه ومبتعدا عنها باتجاه الغولاء اجتاز ثنية نقري. ومر الركب بعد ذلك بقرية غران , ثم أمج وهو ما يعرف الأن بخليص . واستراح الركب عند جبل يقع قري خليص يسمى جبل جمدان وبجوار هذا الجبل حرة نقرة. بعدها سار الركب عبر وادي خليص الكبير مارا بحوض خليص الواسع . و ثنية نِقْرَى ,تقع شمال شرق قرية العوجانية، بين حرة النقرة وحرة الثنية، وهي المَمَرَّ الوحيدَ في المنطقةِ الذي يُفضي إلى سَهل الكديد وهي بداية منطقة صخرية وحرة بركانية وهنا التقاطع في الرغبة في سلوك طريق آمن ومتابعة طريق القوافل الأسهل في المسير وروى أحمد , عن ابن مسعود قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط بمكة , فأتى علي رسول الله وأبو بكر, وقد فرا من المشركين , فقال: (عندك يا غلام لبن تسقينا ) قلت: إني مؤتمن , ولست بساقيكما , فقال: هل عندك من جزعة لم ينز عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم فأتيتهما بها , فاعتقلها أبو بكر وأخذ رسول الله الضرع , ودعا, فحفل الضرع , وأتاه أبو بكر بصخرة متقعرة فحلب فيها , ثم شرب هو وأبو بكر , ثم سقياني ثم قال للضرع : أقلص. فقلص , فلما كان بعد أتيت رسول الله فقلت: علمني من هذا القول الطيب , يعني القرآن , فقال: ( إنك غلام معلم ) , فأخذت من فيه سبعين سورة , ما ينازعني فيها احد . واصل الركب النبوي طريقه الى ثنية لفت بحرة خليص والتي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 110م وتغطيها كثبان رمليه هلالية الشكل. بعدها هبط الركب النبوي الى خبت واسع يسمى خبت الحميراء حيث تكثر فيه الرمال والكثبان الرملية وبعض الاشجار. وثنيةَ لفت وهي الممرُّ الوحيدُ والإجباريُّ للقوافل في حَرّةِ خُلَيصٍ، والتي تَقَعُ في الجزءِ الشماليِّ من سهل خُليصٍ بصخورها السوداءِ، والتي يَصْعُبُ المشيُ عليها, أما الآن فتغطِّيها كثبانٌ رمليةٌ هلاليةُ الشكلِ، ولا يمكنُ العبورُ منها، كما يقطع شعيب الضبع طريق القوافل. خالد هذا هو طريق القوافل كما تلاحظون فالطريق كان محاطا بجدارين يرتفعان قرابة المتر لحمايته من الكثبان الرمليه وكان الطريق مسار مهما للقوافل منذ الدولة الأموية ثم تطور خلال فترة العباسيين حيث ساهم الخلفاء مثل هارون الرشيد وغيره في تيسير طرق الحج وكان لزوجته زبيدة أثر كبير في تيسير طريق الحجاج وتأمين الماء والخانات في الطريق لهم كانت طرق الحج تضطرب خلال مراحل تاريخية مختلفة حسب الظرف السياسي في كل مرحلة. إلا أن طرقها الثلاث الشهيرة ظلت محافظة على مسارها التاريخي وإن مسها بعض التغيير بين الحين والآخر.. وهي طريق الحج العراقي وطريق الحج المصري وطريق الحج الشامي خالد (محمد سعيد …سلام عليكم كيف حالك؟ كيف أركب ؟ بسم الله هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الجمل الى المدينة المنورة فى هجرة الشريفة وكان معه ابو بكر الصديق وغلامه عامر بن فهيرة والدليل ركوب الجمل ليس بالامر السهل وخصوصا فى تلك الصحراء الوعرة والطريق الذى يمتد الى 420 كيلو بين هذه جبال ركب الرسول الكريم وسار فى صحارى كثيرة ثم يتلوها جبال وبعد هذه الجبال هناك طرق وعرة يرتفع بعض هذه الطرق الى ثنيات ترتفع الى 1030 متر ويستطيع الجمل تحمل هذه الظروف القاحلة ويستطيع الصعود الى الاماكن الوعرة هذا هو الجمل وهذه طريقة ركوبه والحقيقة ان طريقة ركوب الجمل ليست مثل الخيل فهى صعبة وشاقة لكنها صبورة ومتمكنة فى الصحراء فخفها يعادل كف الانسان وتستطيع السير لمسافات اطول بكميات ماء اقل ثم اتجه الركب النبوي عبر وادي قديد الذي توجد فيه خيمة أم معبد حيث استضافت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة. ففي الطريق إلى المدينة مر النبي صلى الله عليه وسلم بأم معبدفي وادي قديدحيث مساكن خزاعة، وهي أخت خنيس بن خالد الخزاعي . فعن خالد بن خنيس الخزاعي رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة، وخرج منها مهاجراً إلى المدينة، هو وأبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة رضي الله عنه ودليلهما الليثي عبد الله بن اريقط، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة في كبيرة السن قوية عاقلة تجلس في خيمتها جلسة أي تحتبيبوسط الخيمة ثم تسقي وتطعم من يمر عليها، فسألوهما لحماً وتمراً، ليشتروه منها، فلم يجدوا عندها شيئاً من ذلك، وقد كان قومها مُرْمِلين أي نفذ زادهم. وكانت سنة جدب وقحط فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في بجانب الخيمةفقال: «ما هذه الشاة يا أم معبد؟» قالت: خلفها الجهد والضعف عن الغنم، قال: «فهل بها من لبن؟» قالت: هي أجهد من ذلك، قال: «أتأذنين أن أحلبها؟» قالت: بلى بأبي أنت وأمي، نعم، إن رأيت بها حلباً فاحلبها. فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله عز وجل، ودعا لها في شاتها، فتفاجت أي فتحت رجليها للحلب ، ودرت اللبن ودعا بإناء كبير يروي الرهط من الناس، فحلب فيه لبنا كثيرا ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم ثم شربوا حتى رووا ، ثم حلب فيها ثانياً حتى ملأ الإناء، وتركه عندها، ثم بايعها أي دفع قيمة ماشرب، وارتحلوا عنها. وعندما عاد زوجها أبو معبد يسوق أعنزا هزالا عجافاًيتمايلن من الضعف في ضحى اليوم ، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد، والشاة عازب لم تحبل ولم ترعى في مرعى قريب حيالولا يوجد شاة حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك، وقالت له من حاله كذا وكذا، فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة([1])، أبلج الوجه([2])، حسن الخلق، لم تعبه نحلة([3]) ولا تزر به صعلة([4]) وسيم([5])، في عينيه دعج([6])، وفي أشفاره وطف([7])، وفي صوته صهل([8]) وفي عنقه سطع([9]) وفي لحيته كثاثة، أزج([10])، أقرن([11])، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما([12]) وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، فصل لا هذر ولا نزر([13])، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربع([14]) لا يأس من طول([15]) ولا تقتحمه العين من قصر([16]) غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال استمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود([17])، محشود([18])، لا عابس ولا مُفنَّد([19]). قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً. ([20]) مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لأم معبد كانت بدعائه لها بالبركة ةكانت هي تسميه بالمبارك وقد روت رضى الله عنها أنها كثرت غنمها، ونمت حتى جلبت منها جلباً إلى المدينة، فمر أبو بكر، فرآه ابنها فعرفه، فقال: يا أماه هذا الرجل الذي كان مع المبارك، فقامت إليه فقالت: يا عبد الله من الرجل الذي كان معك؟ قال: أو ما تدرين من هو؟ قالت: لا، قال: هو نبي الله، فأدخلها عليه، فأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاها. وفي رواية: فانطلقت مع أبو بكر وأهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من أقط ومتاع الأعراب، فكساها وأعطاها و هاجرت هي وزوجها وأسلم أخوها خنيس واستشهد يوم الفتح. خالد ثم اتجه الركب النبوي الى الشمال الشرقي باتجاه حرة قديد وكان الركب يبتعد عن موقع صنم مناة الذي يوجد في طرف الحرة من الناحية الغربية . ثم ساروا في ثنية بالحرة تسمى ثنية المشلل . وثنية المشلل هي ثنيةٌ مُشِرفَةٌ على قديد، وتُعرَفُ حرُّة المشلّل اليوم بالقديديةِ، سهلة الصعود والنزول، وتوجد بها آثار طريق قديمة، كما تُوجَدُ بأعلى الثنيةِ بعضُ النقوشِ والرسوماتِ القديمةَ. وترتفع ثنية المشلل عن سطح البحر 137م . ثم هبط الركب النبوي من ثنية المشلل في اتجاه وادي صعبر ووادي حمد السبيل في الحلقة القادمة وقع مالم يكن في حسبان الركب النبوي ودليله عبد الله بن أريقط الماهر بالطريق فقد اكتشف فرسان الجوائز من بني مدلج مسار الركب النبوي وأصبحوا متطلعين للحصول على 100 ناقة مقابل أسر أو قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم و100 ناقة أخرى مقابل قتل أو أسر أبو بكر الصديق الحلقة الثالثة بداءت محاولات عبد الله بن أريقط الدليل الماهر بالطريق في الهروب من طريق القوافل ومسارات المسافرين المعتادة تفشل فقد رأي أحد بني مدلج من بعيد سوادا وهو ماتعبر عنه الأعراب عن الركب المسافر قليل العدد فجاء لقومه وهم في مجلسهم وروى ما رآه فهب أحد الفرسان واستطاع الوصول الى الركب طمعا في الجائزة سار الركب النبوي في اتجاه وادي كليه وهو وادي فسيح يتجاوز 50 كم وارتفاعه عن سطح البحر 78م وهنا حدثت حادثة سراقة بن مالك وهي كما رواها سراقة نفسه حيث حدث سراقة بن مالك إنهم مروا في طريقهم بحي بني مدلج فرآهم رجل منهم . فجاء إلى مجلس من مجالس قومه وفيهم سراقة بن مالك , فقال ( يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل , أراها محمدا وأصحابه) قال سراقة : (فعرفت أنهم هم : فقلت له : إنهم ليسوا بهم , ولكنك رأيت فلانا وفلانا , انطلقوا بأعيننا ) . ثم لبث في المجلس ساعة , ثم قام فدخل داره , وأمر جاريته إن تخرج بفرسه إلى ما وراء الأكمة , ثم تجهز هو وتسلل إلى مكان فرسه , فركبها وانطلق بها . وعندما دنا من محمد وأصحابه , عثرت به فرسه , فنزل عنها وأخرج الأزلام , فاستقسم بها ليعرف : هل يضرهم أم لا؟ فخرج السهم الذي يكره , وهو ألا يضرهم , ولكنه عصى فركب فرسه , وانطلق إلى أن وصل مكانا يسمع منه دعاء الرسول ساخت يدا فرسه في الأرض حتى بلغتا الركبتين . فنزل عنها ثم زجرها، فنهضت. وعندما انتزع الفرس يديه من الأرض , تبعهما دخان كالإعصار , فعرف حين رأى ذلك أن رسول قد منع منه , وأن أمره سيظهر , فاستقسم بالأزلام , فخرج الذي يكره , فناداهم بالأمان فوقفوا , فركب فرسه حتى جاءهم , ووقع في نفسه حين لقي ما لقي من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله , فأخبر الرسول أن قومه قد جعلوا فيه الدية وأخبرهم أخبار ما يريد الناس , وعرض عليهم الزاد والمتاع , ولكنهم لم يطلبوا منه شيئا سوى أن الرسول طلب منه أن يخفي عنهم. وسأله سراقة أن يكتب له كتاب أمان، فأمر عامر بن فهيرة , فكتب له ما أراد في رقعة من جلد , ثم مضوا . خالد اشتهر بنى مدلجة باقتفاء الاثر وكانوا معروفين عند العرب بانهم من اخبر الناس فى اقتفاء الاثر ولذلك كانوا يطمحون فى الجائزة فى قتل رسول الله من نصيب احدهم ولكن اصبحت هذه الجائزة التى يطلبونها سببا فى هداية سراقة بن مالك حيث غاصت قدماه فى هذه التراب حتى اصبحت معجزة وطلب الامان من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرة بسوارى كسرى فحدثت تلك المعجزة فقد روى ابن حجر أن رسول الله قال لسراقة بن مالك: ( كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟) قال: فلما أتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه، دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما ضيف (كان الصديق رضى الله عنه يخاف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولايخاف على نفسه وهذه الحادثة التى سوف نتكلم عنها فكان الصديق يمشى تارة امام النبى صلى الله عليه وسلم وتارة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن شماله فسأله النبى صلى الله عليه وسلم عن هذه الحاله فقال يا رسول الله انى كلما تذكرت ان اناسا يطلبوننا ويريدون قتلنا مشيت خلفك حتى احميك واذا تذكرت انه يمكن ان يكون ايضا هناك شيئا من العقبات مشيت أمامك وهذه دلالة عن صدقه رضى الله عنه) .ثم صعدوا ثنية الوبرة وهي جزء من الحرة المسماة الوبرية وهي منخفضة بارتفاع 49م عن سطح البحر. ويذكر المؤرخون أنهم عندما وصلوا الجحفة وجدوا إبلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لمن هذه الإبل؟ ) فقالوا: ( لرجل من أسلم ) فتفاءل : وقال لأبي بكر: (سلمت إن شاء الله ) , وسأل الراعي عن اسمه , فقال: مسعود , فتفاءل وقال لأبي بكر: ( سعدت إن شاء الله). وكانت إحدى راحلتيهما تخلفت عنهما فعندما جاء صاحب الإبل , وهو أوس بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حجر الأسلمي فأعطاهما فحلا، وطلب من غلامه مسعود أن يسلك بهما حيث يعلم من الطريق , ولا يفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منه. . فأوصلهما المدينة ثم عاد, وقد حمله النبي عليه الصلاة والسلام وصية إلى سيده , وهي أن يسم إبله على أعناقها. خالد غدير خم سار الركب النبوي تاركا ميقات الجحفة على يساره غربا وهبطوا منها على غدير خم باتجاه الشمال الشرقي . وهو غدير كانت تسيل فيه المياة ولكنها انقطعت منه وانحسرت في جزء قليل مازال باقيا حتى الأن. ثم هبط الركب النبوي شعيب مر الظهر مع التقائه مع وادي الخانق حيث توجد في نهاية مر الظهر أبيار المرة التي استقى منها الركب النبوي . ثم عبر الركب النبوي ثنية الآبيرق وكان على يسارهم قرية الحكاك . ثنيةِ الأبرَقِ ويمكن أن تكونَ هي ثَنِيةَ المرّار التي وَرَدَ ذِكْرُها في طريق الهِجرة وترتفع عن سطح البحر 117م . ثم استمروا في مسيرهم عبر وادي البحيرة وعلى يمينهم جبل مستطيل يسمى جذيب غراء ثم اتجهوا تاركين قرية نويبع على يمينهم مرورا بواديها , حيث تكثر المياه والمزارع ومروا بوادي الساد , ثم بوادى كبير يسمى وادى الخمص , وابتعدوا عن جادة الطريق الذى يمر بريع هرشاء , وهو طريق سهل السير عليه الى المدينة المنورة , حيث ثنيات أو عقبات محفوفة بالمخاطر , وقد استخدمه الرسول صلى الله علية وسلم فى غزواته وفتوحاته وعمرته الى مكة المكرمة بعد ان استتب الأمن , ولكنه طريق طويل ولقي ركب الهجرة عند الغميم بريدة بن الحصيب الأسلمي زعيم قومه حينذاك وكان قد خرج في طلب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر , أملا في الفوز بالجائزة المعلنة من قبل قريش وهي 100 ناقة لكل واحد منهما حيا أو ميتا. وعندما التقى برسول الله عليه السلام وحدثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام , أسلم وأسلم معه زهاء ثمانين بيتا من قومه وبات بريدة مع الرسول وفي الصباح قال بريدة: (يا رسول الله: لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء ). فحمل عمامته ثم شدها في رمح ثم مشى بين يديه حتى دخل المدينة. ضيف (بريدة بن الحصيب الاسلمى رضى الله عنه المشهور بأبا عبد الله وقد مر النبى صلى الله عليه وسلم بقومه فى طريق هجرته عرض عليه النبى الاسلام فاسلم واستبشر النبى صلى الله عليه وسلم باسمه وقال لابى بكر برد امرنا وصلح فقال بريده ممن فقال من أسلم فقال له من انت فقال محمد رسول الله فقال له اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاسلم واسلم معه من قومه 80 بيوتا فقال النبى صلى الله عليه وسلم الحمد لله اسلم بنو سهم طاعين غير مكرهين وصلى بهم النبى صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء الاخرة ) في مكان من هذا الطريق مر الركب في طريقه بعبد يرعى غنما , فطلبوا منه طعاما ، فاعتذر لهم بأن لا لبن في شياهه , إلا شاة أو عناقا جف لبنها قريبا ، فاستأذنه الرسول صلى الله عليه وسلم فمس ضرعها فحلبت ورووا منها جميعا , وعندما رأى الراعي ذلك أسلم , وطلب أن يتابع الرسول الى المدينة ولكن الرسول عليه السلام طلب منه أن يأتي عندما يسمع بظهوره يعني بعد التمكين. ومن وادى الخمص اتجه الركب النبوى باتجاه عقبه يصعب طلوعها من الناحيه الجنوبيه , ويسهل النزول منها وهى ثنية قصير , وترتفع عن سطح البحر بنحو 133 م ومر الركب النبوى بسهل فسيح يسمى تمن , ثم ارتقى حرة العويقر التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 243 م ثنية قصيرة: وهي ثنية سهلة الصعود والنزول وتفضي إلى سهل تمن كما توجد بها بعض النقوش القديمة، وتقع في حرة أم زرب. ثم تقدم الركب النبوي من حرة العويقر الى واد النخل , الذى هو واد عظيم , يلتقى ماؤه مع وادى لقف , ويصب الاثنان فى واد القاحة ومنه الى واد الابواء , ثم ساروا عبر واد لقف , , حيث لا يوجد الا هذا الطريق الذى لا يمكن الانحراف عنه , (ابن هشام 213 ه ثم مر المركب بالمدلجة الاولى فى واد لقف وهي مدلجة لقف , وارتفاعها عن سطح البحر 199م. ثم مروا بالمدلجة الثانية (مجاح) ,وارتفاعها عن سطح البحر 191 م . وهى على ملتقى شعيب مدلجة مع وادي مجاح . وسارت القافله عبر ثنية تسمى ثنية مجاح , وارتفاعها عن سطح البحر 240 م وسار الركب النبوي في ريع صغير ليس بمرتفع , يسمى ام كشد وتوجد على بعض صخوره نقوش وكتابات قديمة , ومنها هبط الركب الى وادي ام كشد , حيث يلتقي مع وادي ثقيب عند مزرعة البستان , وارتفاعها عن سطح البحر 206 م. ثم اتجهوا عبر وادى الاجريد , ويسمى فى كتب السيرة الاجرد , حتى وصلوا عند تقاطعه مع وادى السلمة وارتفاعها عن سطح البحر 189 م . ثم ارتقوا ثنية السلمة , وهى مرتفع يصعب طلوعه والنزول منه ولكنه يختصر الطريق , وانحدروا منه إلي شعيب مدلجة تعهن , ثم قطعوا وادي تعهن باتجاه الشمال الغربي , وشربوا من ماء السقيا , فهى عين ماء جارية فى ذلك الوقت وأثارها باقية حتى اليوم ثنية السلمة: وهي اطول ثنية في طريق الهجرة وتبداء من نهاية شعيب السلمة وتنتهي بشعيب مدلجة. خالد (هذه هى ثنية السلمة وهذه المدلجة وهى عبارة عن طرق ضيقة بين الجبال ومن هذا الطريق مشى صلى الله عليه وسلم حتى وصل الى هذا المرتفع من الثنية سنلاحظ من خلا ل هذا المرتفع ان الصعود اليه صعب جدا وسنلاحظ فى هذا المكان بعض الرسومات والنقوش القديمة فى تلك الفترة او قبلها على سبيل المثال هذا الرسم والذى من خلا ل علماء الاثار معرفة عمره الزمنى واحتجنا الى الصعود الى هذا المكان طائرة هليكوبتر حتى نصل الى هذا المكان لوعورة وصعوبة المكان ومرتفع 45 درجة مع ذلك صعد اليه النبى صلى الله عليه وسلم عن طريق جمليين وكان معه ابو بكر وعامر بن فهيرة والدليل) ضيف يتحدث الانجليزية ثم اتجه الركب النبوي الى الغثريانه مارا بوادي مليحة ثم مارا بحوض الخد , جاعلا جبل خاشوب على يمينه وغير بعيد عنهم متجها وقاطعا وادى الفاجه الذي نام الركب ليلته فيها . الغثريانة: وتسمى العبابيد، تقع شمال وادي تَعْهنَ، وهي فج تكثر به الأشجار، وتوجد بالقرب منها السقيا وهي تختلفُ عن السقيا الموجودة في وادي القاحة، وكانت هذه المنطقة في السابق غنية بالعيون. هذا هو وادى القاع ويقع فيه بئر الطلوب سار النبى صلى الله عليه وسلم ثم مر من هنا وشرب من بئر الطلوب ثم ثنية فيد ثم ثنية العقنقل ثم ثنية الغار وهذا يعتبر ايضا طريقا للحجاج الى المدينة وتوجد هنا العديد من الاشجار ولكن نحن فى بداية الربيع قد تجد منها جاف وتستخدم عادة فى الحطب ثم اتجه الركب بمحاذاة وادى القاحة , على مشارف جبال عوف , متجهين الى بئر الطلوب وهى بئر استقى منها الركب ولكنها الآن شبه مطمورة . ثم أكمل الركب النبوي السير فى هذا الوادي متجها شمالا قاطعا عدة أودية , حتى وصل إلى التقاء شعيب الحفاة مع شعيب تناضب. ومما وقع في الطريق إلى المدينة في هذه المنطقة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي الزبير بن العوام، في ركب من المسلمين كانوا تجاراً قافلين من الشام، فكسى الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياباً بيضاء، ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله لقيه أيضا وهو عائد من الشام وكساهما بعض الثياب. واختصار للطريق طلع الركب ثنية فيد , وهى سهلة الطلوع , وتوجد بها ممرات للمشاة والدواب , وبها بعض النقوش الحجرية , وارتفاعها عن سطح البحر 502 م . وهبط الركب النبوي بعد ذلك على شعيب يدعة , ثم اتجهوا شمال شرق الى ثنيية اخري تسمى العقنقل خالد ثنية العقنقل: ليست ببعيدة عن ثنية فيد حيث توجد بها الممرات المتعرجة بين الصخور شديدة الصلابة. وهى ليست بمرتفعه ولكنها تختصر المسافة , وتوجد بها دروب المشاة والقوافل وارتفاعها عن سطح البحر 728 م ضيف (هذه الهجرة كانت نقلة نوعية لم يعد فيها امر الاسلام أمر فئة قليلة مضطهضة مؤمنة ثابتة على ايمانها وليس لها من الامر شئ فى مكة ) ضيف (الاسلام كان فى مكة مضطهضا وكان أهلة يعذبون الا أصحاب القوة أو من يحميه فى مكة ولما شاء الله سبحانة وتعالى الانتقال الى هذة الارض المباركة التى هى مأـوى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلن فيها دولته وجاء النبى صلى الله عليه وسلم الى هذه الارض وهو صاحب أرض وشوكة فهو لم يدخل المدينة الا بعد أن دخل الاسلام كل بيت من بيوت الاوس والخزرج ) وعند سير الركب كانت جبال خزيم على يمينهم وجبل مليح على يسارهم . ثم اجتاز الركب النبوي وادي الحلقة حتى ثنية ركوبة (الغائر )وهى أصعب ثنية في طريق الهجرة النبوية. وهنا حادثة اللصان المهانان الذين أسلما وسمهما الرسول صلى الله عليه وسلم المكرمان خالد ثَنِيّةِ الغائر:: جاء ذكرها في طريق الهجرة ، قال : . . . فسلك بهما ثنية العائر ، عن يمين ركوبة – ويقال ثنية الغائر، ولا زالت معروفة باسمها ، وهي على طريق قديمة عسرة قد هجرت اليوم، وهي تسير في مجاهل جبال بين ورقان غربا وجبال قدس شرقا ، وكان الجمالة إذا صعدوها أنزلوا الركاب ، وكثيرا ما تتعثر الجمال ويهوي بعضها فيتكسر أو تموت نحن الان فى ثنية الغائر وهذا الممشى الذى ينزل منه الى الوادى والرسول صلى الله عليه وسلم طلع من هذه المنطقة من أسفل الوادى الى المنطقة التى نقف فيها الان والنزول الى هذه المنطقة يحتاج الى نصف يوم مشى فما بالك بالصعود ) وبعد ان اخذ الركب النبوي قسطا من الراحة , أكمل سيره بوادي ريم , ثم واصل الركب إلى وادى العقيق (الوادي المبارك )وهو واد عظيم يدفع ماؤه إلى وادى يثرب , وعندما اقترب الركب النبوي من يثرب , جعلوا جبل عير على يسارهم حيث اجتازوا حرة صغيرة هي جزء من حرة رهاط بقباء حتى وصلوا قباء.ضيف يتحدث النجليزية ضيف (كل ذلك لان النظام السياسى كان يحمى الجميع ويحافظ عليهم حتى الخدم وحتى الحيوان ) استقبال الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم هنا استقبل الانصار الرسول صلى الله عليه وسلم فى مكان يعرف الان بمسجد مصبح وهوقريب من قباء لما سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، كانوا يغدون كل غداة إلى الحرة، فينتظرون حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوماً بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفَى رجل من يهود على أُطُم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي إلا أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين، من شهر ربيع الأول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتاً، فطفق من جاء من الأنصار، ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك «فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف أربعة أيام وأُسس مسجد قباء الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب راحلته». وأقام رسول الله بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده . ثم خرج من قباء يوم الجمعة . فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، وادي رانوناء ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة . وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسه لبني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة.وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله حين أسس مسجد قباء كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان . وعن الشموس بنت النعمان قالت كان النبي حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره ضيف ( الهجرة هى بداية التاريخ الاسلامى فلم يكن عمر بن الخطاب مخطئا حين اختار الهجرة بداية التاريخ على الرغم من هناك ماهو عظيم ايضا مثل بدا الوحى وميلاد المصطفى او فتح مكة او غزوة بدر ولا فتح مكةانما أختار الهجرة لأنها بداية تأسيس دولة اى تحول الاسلام من كونة دعوة الى سياسة تغير التاريخ) واقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء فى بنى عمرو بن عوف من يوم الاثنين الى يوم الخميس واسس مسجده ثم خرج من قباء يوم الجمعة فادركت رسول الله عليه وسلم فى بنى سالم بن عوف فصلاها فى المسجد الذى فى بطن الوادى وادى رانوناء فكانت اول جمعة صلاها بالمدينة ضيف (بعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم عاش المسلمون واليهود فى سلم بالمدينة وان أول دستور فى العالم فى المدينة بالوثيقة المدنية هذه الوثيقة وثيقة هامة فى تاسيس الحوار والسلم والتسامح ) ضيف (هذه الوثيقه المهمة التى تعتبر سابقة فى الفكر الدستورى من جهة انها تنظم وبشكل مكتوب مجتمعا تعدديا تقر بان هذا المجتمع تعددى وبان هذه الصحيفة مكونات هذا المجتمع فصيلا فصيلا تبدا بالمهاجريين والانصار وانتقلت الى القبائل او الجماعات اليهودية واحدة واحدة واعتبرتهم أمة من دون الناس ) وبعد أن أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم المدة التي مكثها بقباء، وأراد أن يدخل المدينة «بعث إلى الأنصار فجاءوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فسلموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنين مطاعين، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح». وعند وصوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أخذ أهل المدينة يقولون: «جاء نبي الله، جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم فأشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبي الله، جاء نبي الله». وروى الإمام مسلم قال: «عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، صعد الرجال والنساء فوق البيوت و في الطرق ينادون: «يا محمدُ، يا رسول الله، يا محمد، يا رسول الله». فكان يوم فرح وابتهاج لم تر المدينة يوماً مثله، ولبس الناس أحسن ملابسهم كأنهم في يوم عيد، ولقد كان حقًّا يوم عيد حقا لأنه اليوم الذي انتقل فيه الإسلام من ذلك الحيز الضيق في مكة إلى رحابة الانطلاق والانتشار بهذه البقعة المباركة المدينة، ومنها إلى سائر بقائع الأرض. لقد أحس أهل المدينة بالفضل الذي حباهم الله به، وبالشرف الذي اختصهم به أيضاً، فقد صارت بلدتهم موطناً لإيواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته المهاجرين، ثم لنصرة الإسلام ولذلك خرج أهل المدينة يهللون في فرح وابتهاج، ويقولون: يا رسول الله، يا محمد، يا رسول الله. وأنشدت بنات الأنصار ورجالها النشيد التاريخي العظيم طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع وبعد هذا الاستقبال الجماهيري العظيم الذي لم يرد مثله في تاريخ الإنسانية سار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل في دار أبي أيوب الأنصاري t فعن أنس t في حديث الهجرة الطويل وفيه: «فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها، فجاء وهي مع فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «أي بيوت أهلنا أقرب» فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي، قال: «فانطلق فهيئ لنا مقيلا…» ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه. وبهذا قد تمت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرة أصحابه رضي الله عنهم، و بدأت بعد وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم سالماً إلى المدينة، وبدأ معها مرحلة جديدة من المتاعب والمصاعب والتحديات، فقريش التي خرج منها أصبح يشكل الخطر الأكبر على مستقبلها ومكانتها لدى العرب ويهود المدينة الذين كانوا يرون في النبي القادم أن يكون منهم ويحكمون به الأرض عادوة وتأمروا مع قريش ضده وبدأت الدولة الجديدة في المدينة تبني حضارتها الإنسانية بكتابة أول دستور مدني مكتوب في التاريخ سمي وثيقة المدينة ضمن حقوق جميع مواطني الدولة مسلمهم ومشركهم واليهود المقيمين في المدينة لكن قريش ويهود المدينة بدؤوا بشن حروب على المدينة فتغلب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنى حضارة انسانية خلال 10 سنين سادت جزيرة العرب وجعلت الأمة الاسلامية تصنع حضارة إنسانية رائعة، على أسس من الإيمان والتقوى، والإحسان والعدل، وتغلبت على أقوى دولتين كانتا تحكمان في العالم، دولة الفرس ودولة الروم. وفي نهاية القرن الهجري الأول وصلت حدودها الى الأندلس غربا والصين شرقا. كلها كانت بسبب هذه الهجرة المبارة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة لذا حق لها أن تسمى هجرة غيرت التاريخ |
([1]) ظاهر الوضاءة: ظاهر الجمال والحسن .
(18) أبلغ الوجه: مشرق الوجه مضيئه.
([3]) نحلة: من النحول والدقة والضمور، أي أنه ليس نحيلا.
([4]) صعلة: صغر الرأس وهي تعني الدقة والنحول في البدن.
([5]) وسيم: الوسيم المشهور بالحسن كأنه صار الحسن له سمة.
([6]) دعج: شديد سواد العين في شدة بياضها.
(5) في أشفاره وطف: الشعر النابت على الجفن فيه طول.
([8]) صهل: كالبحة وهو ألا يكون حاد الصوت. (7) سطع: طول العنق.
([10]) أزج: دقيق شعر الحاجبين مع طولهما.
([11]) أقرن: متصل ما بين حاجبين من الشعر، أو مقرون الحاجبين.
([12]) سما: علا برأسه، أو بيده وارتفع.
([13]) لا هذر ولا نذر: الهذر من الكلام ما لا فائدة فيه والنزر: القليل.
([14]) رَبْع: ليس بالقصير ولا بالطويل. (13) لا يأس من طول: لا يجاوز الناس طولا.
([16]) لا تقتحمه العين من قصر: لا تزدريه ولا تحتقره. (15) محفود: مخدوم.
([18]) محشود: يجتمع الناس حواليه.
([19]) لا عابس ولا مفند: ليس عابس الوجه ولا مفند: ليس منسوباً إلى الجهل وقلة العقل.
([20]) انظر: الهجرة النبوية المباركة (ص 104-106) والهوامش منه ببعض تصرف.