علمتني الحياة

مهما كنت قائدا ناجحا اترك مقعد القيادة قبل ان يطلب منك تركه بمناسبة وفاة مارغريت تاتشر المرأة الحديدية

حكمت تاتشر ١٣ عشر عاما رئاسة الوزراء البريطانية وكانت قائدة بكل معنى الكلمة استطاعت ان تصنع بصمتها الخاصة في السياسية البريطانية وكان أعدائها وأصدقائها يحترمون قرارتها رغم اختلافهم معها في قراراتها المحلية في رأسمالية الدولة البريطانية وبيع معظم القطاعات الحكومية للقطاع الخاص كالخطوط الجوية البريطانية والخطوط الحديدية والاتصالات البريطانية وشركة الغاز البريطانية وغيرها كثير وحاربها كثيرا الاشتراكيون والاشتراكيون الديموقراطيون بل ان أعضاء حزبها المحافظين كانوا ان غضبوا منها نادوها بنت البقال لانها لم تكن أرستقراطية وكانت ابنه بقال

في المحصلة استطاعت ان تصنع لها سياسة خاصة بها تسمى تاتشرزم وكذلك فعلت في السياسة الخارجية فدخلت في حرب فوكلاند مع الأرجنتين وساهمت في حرب الكويت مع بوش الأب

لكنها في المحصلة بعد ١٣ عاما من القيادة ملها أصدقائها قبل أعدائها حتى اضررت الى الإذعان وعمل انتخابات داخل الحزب وخسرت رئاسة الوزراء لكنها لم تترك شهوة القيادة فاختارت أضعف شخص يمكن ان يقود الحزب جون ميجر ليكون خليفتها وقالت في اول تصريح لها بعد اختيار ميجر عندما سألت هل ستتركي السياسة ؟ فقالت سأكون في المقعد الخلفي في السيارة أي ان ميجر سيكون مجرد سائق وستكون هي القائدة عندها لفظها حزبها وغضبوا منها وخرجت من السياسة البريطانية منذ ١٩٩٠ الى اليوم حيث ماتت اليوم

لذلك علمتني الحياة ان اترك قيادة الجوالة بعد ان سلمتها لأخي خليل خوشحال ود معتصم ابو عنق وإخوانه من المشرفين احمد لبان وعوض المحمدي ومحمد الحيدري واحمد حمزي وأبنائي من القادة الكبار حسين فتحي وعبد الاله الصيني وحاتم البلادي وقبلهم قادة كبار عاصرتهم عادل دردار وعبدالله الحجيلي وموسى البلادي وعبد الرحمن علوي وايمن وانس فلاته وكثير وكثير من ابنائي القادة

ورغم إصرار أخي العزيز خليل ان استمر خلال العام الماضي رئيساً للجنة العامة للجوالة لكنني كنت أرى بعد الجمبوري العالمي في السويد ان لدينا قادة قادرين على قيادة انفسهم وهم رجال المرحلة القادمة

وكذلك علمتني الحياة ايضا ولا أخفي ذلك أنني اتعظت من تاريخ تاتشر حيث كنت طالب دكتوراه خلال فترة حكمها في بريطانيا

(انك مهما كنت ناجحا سيأتي اليوم الذي يملك أصدقائك ومن احبوبك قبل منافسيك او ان كان لك أعداء ) فاخرج من المشهد والناس تذكرك بخير وتدعوا لك بالخير خير من ان تخرج وهم يدفعوك خارج المشهد دفعا