علمتني الحياة
أن أكون عزيزا في نفسي فلا أطلب منصبا ولا ألتمس مكانة لا أستحقها
بالامس كان لقائنا الاسبوعي مع إخواني وأخواتي وكان الحديث عن مرحلة مابعد تقاعدي وكان الجميع يصر على ان اجد عملا او أتعاون مع جهة تعليمية لكن ان لا أظل في البيت فقد عرفوا أن أخاهم منذ الصغر دائم العمل والتجارة والنشاط الكشفي
وأنا أعرف عن نفسي ذلك وأعترفت لهم بأنني بدأت أشعر بالفراغ خصوصا بعد ٣٥ عاما في العمل الحكومي والخاص وأكثر من ٤٥ عاما في النشاط الكشفي وبعد التبرع بالمتحف للجامعة لم يعد لدي مكتب ألتقي فيه بالناس
لكن تربيت أن أكون عزيز النفس فلا أطلب منصبا
والحياة علمتني خصوصا في الجامعة كيف يستميت بعض زملائنا في الحصول على منصب اداري لتخفيف العبء الدراسي وخصوصا وأنا أراهم ينتقلون من منصب لأخر ومن ادارة لأخرى وكيف يتملقون لإدارة الجامعة لإبقائهم أكثر فترة في الضوء الاداري
كما أني عزيز النفس فلا أطلب مكانة لا أستحقها وكم رأيت من يطلب منى ومن غيري أن يرشح للجنة في الادارة او الإمارة او الوزارة وكنت أقول لهم ان مبدئي في الحياة ان من يعرف قدري وعلمي وعملي وشخصيتي هو من يرشحني فإن كان ذلك نظرت هل استحق هذه المكانة او الموقع فأقبل أو أعتذر وأشكر
علمتني الحياة ان من يزهد فيما عند الناس يحبه الله ويحبه الناس
ومن يتصدر للمناصب والمكانات التي لا تليق به يصبح أضحوكة الناس
لكن لازلت لم أجب على إخواني وأخواتي ولا على الاستاذ عبد الفتاح عطا مدير مطار المدينة السابق الذي لقيني هذه الجمعة وسألني نفس السؤال ماذا فعلت بعد التقاعد فقلت له في البيت فقال لي
بعد كل هذا العلم ومعهد أبحاث الحج وتقعد في البيت
فقلت تعودت
أن أكون عزيزا في نفسي فلا أطلب منصبا ولا ألتمس مكانة لا أستحقها