عبده أسامة كوني
اتصل علي عبده وقال لي ياعمي انا في المدينة
فرحت كثيرا لسماع صوته وعرفته مباشرة من صوته قبل ان يقول اسمه
هذا الرجل من الهند من كيرلا كان هو مفتاحا للرزق ارسله الله لي فقد عمل عندي ١٤ عاما في اول وأربح مشروع تجاري عملته في حياتي وهو عبارة عن كشك لبيع الكتب والمصاحف تحت سور البقيع استأجرته من البلدية ومساحته مترين و٨٠ سنتمتر عام ١٤١٦
كان عبده مخلصا ثبورا للعمل يجيد البيع ويحن على عامل النظافة للبلدية فيعطيه من دخل الكشك وكنت اتولى المشتروات من الكتب باللغات العالمية والمصاحف من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكنت اتفقت معه ان يكون مواعيد الدوام مفتوحة بحسب مايرى في ايام الزحام او ايام البصارة ( وهي الاشهر محرم وصفر )كما اتفقت معه ان يكون بالإضافة الى راتبه الشهري نسبة ١٪ من المبيعات وهي سياسة اتبعتها مع جميع من عمل معي ان يكون لهم نسبة من المبيعات لتكسر من نفوسهم وسوسة الشيطان في اخذ شيء من الدخل لأنني والله اعلم انه لو اخذ من الدخل كل يوم مئه او في المواسم خمسمائة ريال لم اكن لأعرف لاننا في ذلك الوقت من كثرة العمل لايوجد جرد ولا تسجيل دفاتر سوى دفتر اليومية لنحسب في نهاية الشهر كم نسبة ال ١٪ التي من حقه
وكنت اقف معه للبيع في المواسم ومن اشفاقي عليه احضرت له شابين للعمل معه ليرتاح فترة الظهر ولكنه كان يصر على الجلوس الى ان اضطررت مره ان ادفعه خارج الكشك للذهاب للراحة وهو يبتسم ويقول عمي انا مافي تعبان
سافر في عام ١٤٢٩ كعادته خروج وعوده ولم يعد بسبب مرض مفاجيء حدث له في الهند وحاولت من خلال باقي العمال عندي من كيرلا ان نبحث عن رقمه لأرسل له مكافأةنهاية الخدمة ولكن دون جدوى الى ان وفقني الله من خلال احد العمال ان يجد رقمه عام ١٤٣٤ وارسلت له مكافاة نهاية خدمته وكنت اكثر سعادة منه في ايصال هذه الامانة اليه منه وقد كان مريضا في تلك السنة ومحتاجا الى المال
انها العلاقة الطيبة التي قال عنها ربنا ( ليتخذ بعضكم بعضًا ‘سخريًا ) فقد سخره الله لي بأمانته وجهده وسخرني الله له بمالي وكشكي