الحمد لله على فضله وإحسانه بلغت اليوم ٦٠ عاما هجريا تعادل ٥٨ عاما ميلاديا فقد ولدت يوم ١٣٨١/١٠/١٥ واليوم صباحا اعدت شريط الذكريات وكأنني انظر من أعلى الجبل العالي الذي تسلقته خلال ٦٠ عاما كنت خلالها كلما نظرت الى اعلى الجبل استصعب الصعود واستحضر قواي للصعود الى ضلع جديد او ارتفاع قريب حتى وصلت الى جزء من قمة الجبل ولا ادري كم سيبقى لي من العمر لأكمل الصعود الى أجلي الذي كتبه الله في الازل لكني مازلت أشعر برغبة وحماس الى الصعود
اليوم بعد الفجر مر شريط الذكريات أمام عيني وكأني انظر من أعلى الجبل الى تلك المحطات على انها قريبة جدا او انها لا تبعد عني سوى خطوات مع ان بعضها مر عليه خمسون عاما كالمرحلة الابتدائية والمتوسطه وبعضها اربعون عاما كالثانوية والجامعة وبدأ الشريط بدراستي وعائلتي الكريمة بدء من والدي يرحمها الله وجدي وجدتي واعمامي وعماتي يرحمهم الله ثم ذكريات الدراسة واساتذتي يرحمهم الله وزملائي الذين لازلت اتواصل معهم من خلال مجموعة زملاء ثانوية أحد وكذلك زملاء جامعة الملك عبد العزيز وجوالتها واستاذ الاجيال د عبد الله نصيف
ثم رحلة الزواج بزوجتي الحبيبة منال ورحلة الماجستير في جامعة الامام في قسم الاعلام وولادة بنتي دانية ثم السفر بعد الحصول على الماجستير الى بلومنجتون انديانا في أمريكا لدراسة اللغة عام ١٤٠٩ ثم الى كارديف في ويلز ببريطانيا لدراسة الدكتورة في الاعلام السياسي عام ١٤١٠ والتخرج عام ١٤١٤
وتخرجت قبل ٢٧عاما
وهكذا عملت بالإضافة الى التدريس في التلفزيون السعودي مقدما لبرنامج المملكة هذا الصباح لمدة عامين ونصف وانتجت اول البرامج الوثائقيةعن تاريخ المدينة المنورة ومساجدها واثارها وبدأت رحلتي لمدة ٢٥ عاما في انتاج واخراج البرامج الوثائقية حيث انتجت بفضل الله خلالها اكثر من ٢٥٠ فلما وثائقيا بأكثر من ١٢ لغة وتقدمت بطلب التقاعد المبكر قبل ٤ سنوات عندما شعرت انني اعطيت كل ما استطيع لطلابي حيث حاولت عام ٢٠١١ تطوير قسم الاعلام عندما توليت رئاسة القسم بتبني منهج حديث جدا ومفصل مع مراجع لكل محاضرة فضلا عن كل مادة وضعته منظمة اليونيسكو وقام بإعداده ٢٥ استاذا من ٢٠ جامعة دولية وراجعه ٣٠ استاذا اخر من جامعات اخرى حول العالم ولكن للاسف لم يوافق القسم ولم اجد وسيلة لتطبيقه لذلك ركزت على تدريس مواد محدد وركزت على طلابي اعطيهم كل ما تعلمته ثم تقدمت بطلب التقاعد المبكر
شكرا لكل طلابي وشكرا لكل اساتذتي و لجوالة جامعة طيبة الذين عشت معهم ١٠ سنوات وكذلك جوالة جامعة الملك عبد العزيز الذين عشت معهم ٥ سنوات قبل ٤٢ عاما اجمل فترات الشباب
وشكرا لزملائي في جامعة طيبة اساتذة واداريين ولزملائي في معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج الذي عملت معهم متطوعا لمدة ١٠ سنوات تعلمت خلالها انواع البحث العلمي اكثر مما تعلمت في سنوات الدراسة في الماجستير والدكتوراه
واليوم وانا أكمل رحلتي صعودا في جبال العمر ارجو الله ان يعينني على مابقي من الرحلة وانا بصحتي وايماني وسكني في مدينه سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وان تكون ختام رحلتي في البقيع جوار العشرة الاف صحابي وصحابيه
اتمنى ان تكون رحلتكم سعيدة كرحلتي وأن تدعو لي بالبركة في العمر والقبول من الله
هذه صورتي في الصف الرابع الابتدائي مع أستاذنا محمد صالح بلو يرحمه الله وزملائي الذين معظم من في الصورة بقينا زملاء في ثانوية أحد وزملاء الى اليوم كما في الصورة الثانية هذا العام بعد ٥٠ عاما من الصورة الاولى