Madina Documentary Films

الملل من التدين في مرحلة الشباب

علمتني الحياة

الملل من التدين فترة مؤقتة ولكنها قد تستمر طويلا اذا لم تعالج يمر بها الشباب والفتيات خلال المرحلة الجامعية

ففي مجتمعاتنا المسلمة وحتى في الجاليات المسلمة في الغرب ينشأ الفتيان والفتيات خلال مرحلة الطفولة ثم المراهقة على حب سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وحب الصلاة والصيام وفعل الزكاة والالتزام بالآداب الاسلامية العامة في التعامل مع الجنس الاخر او في اللباس وطريقة الحديث مع الوالدين

ولكن خلال المرحلة الجامعية يصدم الوالدين بأن تغييرا حدث لأبنائهم وبناتهم في التقصير في الواجبات الدينية وخروجهم عن المألوف وان كان ليس بشكل كبير داخل الاسرة في العادات والسلوكيات خصوصا في الدخول الى مواقع في الانترنت او التعرف على مجموعات مودرن كما يسمونهم من الشباب والفتيات وتتميز هذه الفترة بملاحظة وضوح في تقصير الشباب في الصلاة في المسجد او جمع الصلوات وكذلك التردد في الذهاب الى الحرم للصلاة في رمضان او غير رمضان وعلى المستوى العائلي عدم الرغبة في الحديث عن اي موضوع ديني في سيرة سيدنا رسول الله عليه السلام او في تذكيرهم بتقصيرهم في واجباتهم الدينية واستخدام أسلوب هجومي في الغالب للدفاع عن تقصيرهم

كل ذلك شاهدته واشاهده خلال ٣٨ عاما ادرس وادرس فيها في جامعات الملك عبد العزيز والإمام محمد بن سعود وطيبة في السعودية وجامعة إنديانا وجامعة جنوب كالفورنيا في امريكا وجامعة ويلز ببريطانيا ولا أنكر انني مررت بشيء من هذه المرحلة لفترات قصيرة ولكن حفظني برغبتي في العمل الكشفي في الجوالة وفي المراكز الاسلامية في الغرب ثم بإخوة في اللة جمعنا حب الله وحب سيدنا رسول الله عليه السلام ولما صرت معلما في الثانوية ثم في الجامعة جعلت من أهدافي ان اعبر بالشباب هذه المرحلة بأسرع ما يمكن وان أعيدهم لحضن والديهم وتربيتهم التي ربوهم عليها وجعلت من سيرة سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام معظم أمثلتي خلال تدريسي حتى وان كان في مادة كالأعلام والاتصال لأمرر لهم رسائل حب الإيمان وحب الوالدين

انها أيها المربون مرحلة قال فيها سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام عجبت لشاب ليس له صبابة او كما قال عليه السلام فلينوا لهؤلاء الشباب وتلكم الشابات ولا تضجروا من تصرفاتهم فهي مرحلة مؤقتة

ولكن ان لم تعالج فستصبح سلوكا دائما فقد رأيت شبابا كانوا من حفظة كتاب الله ومن اكثر الناس تربية وأدبا بسبب طيب تربية والديهم وجدتهم وللأسف لم يستطيعوا تجاوز هذه المرحلة فصاروا وللأسف بعيدين كل البعد عن سيرة والديهم وصار التدين الفطري بالنسبة لهم دروشه وصار الغرب وحياته الاجتماعية كل هدفهم في الحياة والسلوك والملابس بل حتى في قصات الشعر والتعامل مع الوالدين

تذكروا وانتم تتعاملوا معهم في هذه المرحلة ذاك الشاب الذي اعتبره مثال واضح لهذه المرحلة عندما جاء سيدنا رسول الله عليه السلام وأمام الصحابة وفي المسجد وقال أمامهم. يا رسول الله إإذن لي في الزنا فهو بذلك لم يكن مستفسرا فالمستفسر في موضوع كهذا يمنعه أدبه ان لم يمنعه دينه ان يطلبه على الملاء امام الناس ولكن انظروا الى تعامل حبيبنا رسول الله عليه السلام قال له ادنو وأصبح يقربه ثم يقربه حتى اذا كان أمامه قال ارتضاه لأمك ففزع وقال لا قال كذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم ارتضاه لأختك قال لا قال كذلك الناس لايرضونه لإخواتهم وهكذا عدد له كل قريباته فخرج الشاب يقول ليس في قلبي أبغض من الكفر بالله والزنا

علمتني الحياة ان اكبر وافضل استثمار هو ما كان في أبنائنا وبناتنا وأننا كوالدين ومربين ومعلمين ارحم بهم من انفسهم والله ارحم بنا وبهم من أنفسنا وأنفسهم فلنساعدهم في تجاوز هذه المرحلة التي سماها سيدنا رسول الله عليه السلام صبابة وسنجني ثمرة هذا الاستثمار

ربي احفظ شبابنا وبناتنا من كل سوء

Related Articles

Back to top button